والرابع : الافتراق. وهو عبارة عن حصول متحيزين في حيزين [بحيث (١)] يتخللهما فضاء وخلاء.
وأما القسم الثاني من قسمي العرض ، فهو العرض الذي يمتنع قيامه إلا بالحي. وهو أقسام :
فأحدهما : الحياة ، وثانيهما : الصفات التي تكون مشروطة بالحياة وهي قسمان : أحدهما : الصفات المعتبرة [في الإدراك. والثاني الصفات المعتبرة (٢)] في الفعل. أما الصفات التي تفيد الإدراك فقسمان : الأول : الاعتقادات. وهي إما تصورات أو تصديقات. والتصديقات : إما أن تكون جازمة أو غير جازمة. أما الجازمة فإما مطابقة أو غير مطابقة ، والمطابقة إما أن تكون علوما ضرورية أو نظرية أو تقليدية.
أما الضروريات. فإما أن تكون مستفادة من إحدى الحواس الخمس ، وإما أن تكون أولية بمعنى أن مجرد تصور موضوعها ومحمولها ، يوجب التصديق بإسناد محمولها إلى موضوعها ، أو بسلبه (٣) عنه.
وأما النظريات فمعلومة ، وأما التقليديات فهو أن يعتقد الإنسان اعتقادا جازما في الشيء من غير دليل ولا شبهة. وأما الاعتقاد الجازم [وهو (٤)] الذي لا يكون مطابقا ، فهو الجهل المركب ، وأما الاعتقاد الذي لا يكون جازما. فإن كان التردد في الطرفين على السوية ، فهو الشك ، وإن كان أحدهما أقوى من الآخر ، فالراجح هو الظن ، والمرجوح هو الوهم.
والقسم الثاني من هذا الباب : الإدراكات [الحاصلة (٥)] بالحواس الخمسة ، وهي معلومة.
__________________
(١) من (ط)
(٢) من (ط)
(٣) سلبية (ط)
(٤) من (ت)
(٥) من (ط)