لحدوث العالم الجسماني : هي الوحدات.
فهذا تمام الكلام في تفاصيل مذهب من يقول : العالم الجسماني قديم المادة ، محدث بحسب الصورة (١)].
وأما القسم الرابع من التقسيم المذكور في أول هذا الكلام : وهو أن يكون العالم قديم الصفات ، محدث الذوات : فهذا القول معلوم الفساد بالضرورة.
واما القسم الخامس : وهو التوقف وعدم القطع : فهذا منقول عن جالينوس فإنه يروى عنه أنه قال في مرضه الذي توفي فيه لبعض تلامذته : «اكتب عني ، إني ما عرفت أن العالم محدث أو قديم ، [وأني ما عرفت (٢)] أن النفس هو المزاج ، أو شيء آخر غير المزاج» ومن الناس من جعل هذا طعنا فيه ، وقال : «إنه خرج من الدنيا كما دخل حيث لم يعرف هذه الأشياء»
وإنا نقول (٣) : هذا من أدل الدلائل على أن الرجل كان منصفا ، طالبا للحق. فإن الكلام في هذه المسألة قد بلغ في العسر والصعوبة إلى حيث تضمحل أكثر العقول فيه. والله أعلم.
__________________
(١) من (ط) وفي (ت) الجسماني قديم بحسب المادة.
(٢) من (س)
(٣) قال مولانا رضي الله عنه : أنا أقول ... (ت)