الذوات قديمة. إنا لا نستدل بوجود تلك الذوات ، على وجود الإله القادر الحكيم. بل نقول إن تلك الذوات اختلفت في الصفات ، فبعضها لطيفة علوية ، وبعضها كثيفة سفلية ، فاختلافها في هذه الصفات ، لا بد وأن يكون لأجل القادر المختار ، وإذا ثبت وجود الإله بهذا الطريق ، فحينئذ يمكن تفريع القول بالنبوة عليه. فيثبت بما ذكرنا : أن أكابر الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ سكتوا عن الخوض في هذه المسألة ، وذلك يدل على أنها بلغت في الصعوبة إلى حيث تعجز العقول البشرية عن الوصول إليها. والله أعلم.