ينكرون هذا المذهب. لأجل أنه من فروع القائلين بالفاعل المختار. والفلاسفة ينكرون القول بالفاعل المختار ، فوجب أن يكون إنكارهم لهذا القول أشد.
وأما القائلون بإثبات [الإله (١)] الفاعل المختار :
فالذين يقولون : إنه لا يجب أن تكون أفعال الإله واقعة على وفق مصالح الإنسان لا يلتفتون إلى هذا المذهب. لأن مدار الحجة في هذا المذهب على أنه رحيم كريم ، فوجب أن لا يفعل فعلا ، يفضي إلى الألم والضرر. فإذا قلنا : إن تحسين العقل وتقبيحه باطل ، وأنه يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد. فهذا الكلام ساقط بالكلية.
أما المعتزلة : الذين سلموا : أن تحسين العقل وتقبيحه تجريان في أفعال الله ، وفي أحكامه. فكلام «محمد بن زكرياء» متوجه عليهم. وإلزاماته لازمة عليهم. وله مناظرة طويلة مع «أبي القاسم الكعبي» ولم يقدر «الكعبي» على الخروج من يده ، ومن الانفصال عن سؤالاته في مسائل التعديل والتجويز.
ولنكتف هاهنا بهذا القدر من الكلام. فإن أصول هذه المباحث لما سلفت ، لم يكن بنا حاجة إلى الإعادة. والله أعلم.
__________________
(١) (ت).