الحجة الخامسة : وهي : إنا قد دللنا على إثبات الخلاء ، ودللنا على أن الخلاء لا يجوز أن يكون عدما محضا ونفيا صرفا. بل هو أبعاد وامتدادات. فنقول : لو كان الجسم عبارة عن مجرد الأبعاد والامتدادات ، فحينئذ يلزم كون الخلاء جسما. فيلزم من حصول الجسم في الخلاء : تداخل الأجسام. وهو محال. فبقي : أن يقال : الجسم هو الأبعاد الحالة في المادة. والخلاء هو البعد المجرد عن المادة. وعلى هذا التقدير ، فإنه يجب أن يكون الجسم مركبا من الهيولى والصورة.
فهذه جملة الوجوه التي ذكرناها في إثبات كون الجسم مركبا من الهيولى والصورة.