على سبيل التنويه. وفي سورة البقرة آية تذكر ذلك وهي : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) [١٢٤] وسنذكر ما ذكرته الروايات عن هذه الكلمات في مناسبة هذه الآية لأنها ملائمة أكثر.
(هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ (١) الْآزِفَةُ (٢) (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٣) (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢)) [٥٦ ـ ٦٢].
(١) أزفت : اقتربت.
(٢) الآزفة : كناية عن يوم القيامة حيث تتضمن معنى القريبة.
(٣) سامدون : متكبرون وشامخون أو معرضون أو غافلون.
في الآيات توكيد بأن الإنذار القرآني الذي يبلغه النبي صلىاللهعليهوسلم للناس هو من جنس النذر الأولى التي أرسلها الله على لسان رسله الأولين ؛ وهتاف بقرب مجيء يوم القيامة الذي ليس لأحد منه معاذ إلّا الله والاستجابة لدعوته ، وخطاب تنديدي موجه إلى الكفار بسبب مقابلتهم نذير الله وقرآنه بالعجب والضحك والإعراض في حين أن الأولى بهم أن يخافوا ويبكوا من هول ما ينذرون به وقد انتهت الآيات بأمر السامعين بالسجود لله وعبادته كأنما تهتف بهم بأن هذا هو ما يجب أن يفعلوه.
والآية الأخيرة يمكن أن تكون موجهة إلى المؤمنين حثا لهم على عدم الاهتمام بموقف الكفار وما هم فيه من لهو وضحك ، والإقبال على عبادة الله والتقرب إليه كما يمكن أن تكون موجهة إلى الكفار استمرارا على الخطاب الموجه إليهم.
والآية الأولى خاصة جاءت معقبة على الآيات السابقة فبعثة النبي صلىاللهعليهوسلم ليست بدعا يستدعي الاستغراب ويثير العجب. والقرآن ليس هو الكتاب الوحيد الذي