من بين سائر الأمارات كونها أغلب مطابقة ، وكون غيرها غير غالب المطابقة ، بل غالب المخالفة. كما ينبئ عنه ما ورد في العمل بالعقول في دين الله : «وإنّه ليس شيء أبعد عن دين الله من عقول الرّجال ، وإنّ ما يفسده أكثر ممّا يصلحه ، وانّ الدّين يمحق بالقياس ، ونحو ذلك».
ولا ريب أنّ المقصود من نصب الطريق إذا كان غلبة الوصول إلى الواقع لخصوصيّة فيها من بين سائر الأمارات ،
______________________________________________________
(من بين سائر الأمارات) حيث الاعتبار في سائر الأمارات بالطريق ، والاعتبار في المجتهد على الواقع ، (كونها) أي : الطرق المنصوبة للمجتهد (أغلب مطابقة) للواقع (وكون غيرها) أي : سائر الأمارات (غير غالب المطابقة) للواقع (بل غالب المخالفة) للواقع.
(كما ينبئ عنه) أي : عن لزوم اتباع الطريق بالنسبة الى سائر الأمارات (ما ورد في العمل بالعقول في دين الله ، وإنّه ليس شيء أبعد عن دين الله من عقول الرّجال ، وإنّ ما يفسده) العامل بعقله لا بالطرق المقررة شرعا ، (أكثر ممّا يصلحه) الدّال على غلبة عدم المطابقة (وإنّ الدّين يمحق بالقياس) (١) لأنّ القياس لا يصيب الواقع على الأغلب (ونحو ذلك) من الرّوايات في هذا الباب.
(ولا ريب إنّ المقصود من نصب الطريق إذا كان غلبة الوصول الى الواقع لخصوصيّة فيها) أي : في ذلك الطريق المنصوب (من بين سائر الأمارات) حيث إن هناك أمارات على الواقع لكن هذا الطريق المنصوب يغلب سائر الأمارات
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٩٢ ب ١٣ ح ٣٣٥٧٢.