بل الظاهر إن إعمالها في نفس الواقع أولى لإحراز المصلحة الأوليّة التي هي أحقّ بالمراعاة من مصلحة نصب الطريق ، فانّ غاية ما في نصب الطريق من المصلحة ما به يتدارك المفسدة المترتّبة على مخالفة الواقع اللّازمة من العمل بذلك الطريق ، لا إدراك المصلحة الواقعيّة. ولهذا اتفق العقل والنقل على ترجيح الاحتياط على تحصيل الواقع بالطريق
______________________________________________________
(بل الظاهر) لدى العقل والعقلاء (إنّ إعمالها) أي : الأمارات غير المنصوبة شرعا التي اضطرّ المكلّف إليها (في نفس الواقع ، أولى لاحراز المصلحة الأولية ، التي هي أحق بالمراعاة عن مصلحة نصب الطّريق) فاذا حصلنا على الشهرة الّتي تدلّ على وجوب الجمعة ، كان أولى من أن نحصل على الشّهرة التي تدلّ على إنّ الاستحسان طريق.
(فانّ غاية ما في نصب الطريق من المصلحة ، ما به يتدارك المفسدة المترتّبة على مخالفة الواقع اللّازمة) تلك المخالفة (من العمل بذلك الطريق ، لا إدراك المصلحة الواقعيّة) فانا إذا حصلنا على الشّهرة بوجوب الجمعة وعملنا بالشهرة أحرزنا مصلحة صلاة الجمعة ، بينما إذا حصلنا على الشهرة القائلة بأنّ الاستحسان طريق ، فانّه إذا لم يكن الاستحسان طريقا ووقعنا بسبب الشّهرة في مفسدة ترك الواقع ، كانت المصلحة التي أحرزناها بسبب عملنا بالشّهرة هو : تدارك المفسدة بمصلحة سلوك الطريق ، وذلك للمصلحة السلوكيّة التي قال بها الشيخ في أول الكتاب.
وإنّما قال : فان غاية ما في نصب الطريق ... لأنه ربّما لا تكون مصلحة سلوكيّة أيضا ، فانّ المشهور لا يقولون بالمصلحة السلوكيّة إطلاقا.
(ولهذا) الّذي ذكرناه من قولنا : الظّاهر إنّ إعمال الأمارة في نفس الواقع أولى الى آخره (اتفق العقل والنقل على ترجيح الاحتياط على تحصيل الواقع بالطّريق