الطريق عند تعذّر العلم.
نعم ، يجب عليهم الرضا بحكم العقل ويقبح عليهم المؤاخذة على مخالفة الواقع الذي يؤدّي إليه الامتثال الظنّيّ ، إلّا أن يقال : إنّ مجرّد إمكان ذلك ما لم يحصل العلم به لا يقدح في إهمال النتيجة وإجمالها ، فتأمّل.
______________________________________________________
الطريق عند تعذر العلم) من العبيد بأوامر مواليهم.
(نعم ، يجب عليهم) أي : على الموالي (الرّضا بحكم العقل ، ويقبح عليهم المؤاخذة على مخالفة الواقع ، الّذي يؤدي اليه) أي : يؤدّي الى ذلك الخلاف للواقع (الامتثال الظّنّي) من العبيد.
فإذا كان الواقع ـ مثلا ـ وجوب مجيئهم في هذا اليوم الى دار المولى ، ولكن ظنوا عدم لزوم المجيء فلم يأتوا ، فانّه لا يعاقبهم المولى ، لأنه يقبح عند العقلاء مؤاخذتهم على عملهم بالظّنّ ـ حين تعذّر العلم عليهم ـ وإن كان الظّنّ على خلاف الواقع.
(إلّا أن يقال : انّ مجرّد إمكان ذلك) أي : عدم الجعل (ما لم يحصل العلم به) أي : بعدم الجعل (لا يقدح في إهمال النّتيجة وإجمالها) وعدم كليّتها.
فانّ مجرد احتمال عدم جعل الشارع الطريق بعد الانسداد إذا لم يحصل العلم بعدم الجعل ، لا يقدح في إهمال النتيجة ، ولا يضر بإجمالها ، وما ذكرناه سابقا : من انّه على الحكومة تكون النتيجة عامّة من حيث الأسباب غير صحيح ، إذ إمكان عدم الجعل لا يدل على أنّ الظّنّ من كل سبب حجّة ، فانّ العقل يحتمل انّ الشّارع جعل بعض الأسباب حجّة دون بعض.
نعم ، لو علم بانّ الشّارع لم يجعل طريقا إطلاقا ، كشف العقل ان الظّنّ من كل سبب حجّة (فتأمل).