أحدهما :
وهو الذي اقتصر عليه بعضهم ـ ما لفظه : «إنّا كما نقطع بأنّا مكلّفون في زماننا هذا تكليفا فعليّا بأحكام فرعيّة كثيرة ، لا سبيل لنا بحكم العيان وشهادة الوجدان إلى تحصيل كثير منها بالقطع ولا بطريق معيّن يقطع من السمع بحكم الشارع بقيامه ، أو قيام طريقه مقام القطع ولو عند تعذّره ، كذلك نقطع بأنّ الشارع قد جعل لنا إلى تلك الأحكام
______________________________________________________
كما يلي : (أحدهما : وهو الذي اقتصر عليه بعضهم) وهو صاحب الفصول (ما لفظه) كالتالي : (إنّا كما نقطع بأنّا مكلّفون في زماننا هذا تكليفا فعليّا بأحكام فرعيّة كثيرة) لأن من ضروريّات الدّين : إنّ المسلمين مكلّفون الى يوم القيامة بأحكام فرعيّة من الصّلاة الى الديات ، و (لا سبيل لنا بحكم العيان وشهادة الوجدان الى تحصيل كثير منها بالقطع) لوضوح : إنّا لا نقطع بكثير من الأحكام (ولا بطريق معيّن يقطع من السّمع بحكم الشارع بقيامه) أي : قيام ذلك الطّريق.
(أو قيام طريقه) أي طريق الطريق (مقام القطع ولو عند تعذّره) أي : تعذر القطع.
مثلا : لا قطع لنا بوجوب صلاة الجمعة ، كما لا قطع لنا بحجيّة الخبر الواحد الّذي يدلّ على وجوب صلاة الجمعة ، لأنا لم نسمع من الإمام الصادق عليهالسلام انّه يقول : إن خبر الواحد قائم مقام القطع.
وكذا لا قطع لنا بحجّية الشهرة الّتي قالت بحجّية خبر الواحد الدّال ذلك الخبر الواحد على وجوب صلاة الجمعة.
وقوله : «ولو عند تعذّره» ، يرد بذلك : انّ ذلك الطريق في طول القطع ، يعني : إذا تعذّر القطع قام ذلك الطّريق مقامه ، وليس في عرضه.
(كذلك نقطع بأنّ الشارع قد جعل لنا إلى تلك الأحكام) التي يريدها منّا