ونظير ذلك : ما لو تعلّق غرض المريض بدواء تعذّر الاطلاع العلميّ عليه ، فدار الأمر بين دواءين : احدهما يظنّ انّه ذلك الدّواء ، وعلى تقدير كونه غيره يظنّ كونه بدلا عنه في جميع الخواصّ.
والآخر يظنّ أنّه ذلك الدواء ، لكن لا يظنّ أنّه على تقدير المخالفة بدل عنه ، ومعلوم بالضرورة انّ العمل بالأوّل أولى.
ثمّ
______________________________________________________
ثم إنّ المصنّف مثّل للظنّين والظنّ الواحد ، وإنّ الظنّين مقدّم على الظنّ الواحد بقوله : (ونظير ذلك ما لو تعلق غرض المريض بدواء تعذر الاطّلاع العلمي عليه ، فدار الأمر بين دواءين احدهما يظن أنّه ذلك الدواء) الذي هو شفاء لمرضه (وعلى تقدير كونه غيره ، يظن كونه بدلا عنه في جميع الخواص).
كما يقال : إنّ الترنجبين بدل عن الشيرخشت ، فأحد الدواءين يظن أنّه الشيرخشت ، ويظنّ أنّه على تقدير أنّه لم يكن الشيرخشت كان الترنجبين.
(والآخر يظنّ انه ذلك الدّواء لكن لا يظنّ انّه على تقدير المخالفة بدل عنه) كما اذا كان الدواء الآخر يظنّ انّه الشيرخشت ، أما اذا لم يكن هو الشيرخشت فانّه يكون شيئا تافها لا يرتبط بمرضه.
(ومعلوم بالضرورة : أنّ العمل بالأول أولى) عند العقل والعقلاء ، لأنّ الأول فيه ظنّان ، بينما في الثاني ظنّ واحد.
(ثمّ) إنّ ذا الظنّين قد يكون معلوما ، كما اذا كان الخبر ذا ظنين ، فهو أرجح من الشهرة ذات الظنّ الواحد ، وقد يكون ذو الظنين دائرا بين امور ، فيأتي المكلّف بأحد هذه الامور ، لا بالأمر الواحد ذي الظنّ الواحد ، اذ الإتيان بأحد تلك الامور أقرب الى الواقع ، لأنّه إمّا ظنّ واحد ، أو ظنان ، أما الاتيان بذي الواحد لا يحتمل