وليس تعارض القويّ مع الضعيف هنا في متعلّق واحد حتى يذهب الظنّ من الأضعف ويبقى في الأمارة الأخرى. نعم يوجد مرتبة خاصّة ، وهو الظنّ الاطمئناني الملحق بالعلم حكما ،
______________________________________________________
مثلا : من يتمكن من حمل مائة منّ قوي بالنسبة الى من يتمكن من حمل خمسين! بينما نفس من يتمكن من حمل المائة ضعيف بالنسبة الى من يتمكن من حمل مائة وخمسين ، وهكذا من يتمكن من حمل خمسين قوي بالنسبة الى من يتمكن من حمل عشرة.
وفيه ثانيا : ما أشار اليه بقوله : (وليس تعارض القوي مع الضعيف هنا في متعلّق واحد! حتى يذهب الظّنّ من الأضعف ويبقى في الأمارة الاخرى) القوية ، فانّه لا يمكن حصول الظنّين في متعلق واحد حتى يذهب الظنّ من الاضعف ويبقى في الأقوى.
مثلا : إذا كان ظنّ قوي بوجوب صلاة الجمعة وعلم ضعيف بوجوب صلاة الظهر ، فالقوي يجعل الظنّ الضعيف وهما ، لعدم إمكان اجتماع ظنّ وشك ، فكيف بظنّ وظن؟.
أمّا في المقام فليس ظنّان في مورد واحد ، حتى يجعل القوي منهما الضعيف وهما ، بل ظنّ بوجوب صلاة الجمعة ، وظنّ آخر بحرمة شرب التبغ ـ مثلا ـ ، ونحن حيث لا نتمكن من الاحتياط ـ فرضا ـ يلزم علينا أن نأخذ بأحد الظنين.
(نعم) استثناء من قوله : انّ ضبط مرتبة خاصة له متعسر أو متعذر (يوجد مرتبة خاصّة) من الظّنون ليس فيها تعذر أو تعسر (وهو : الظّنّ الاطمئناني الملحق بالعلم حكما) فانّه كما يجب على الانسان اتّباع العلم ، كذلك يجب عليه اتّباع الظّن الاطمئناني.