الأخبار الناهية عن القياس أنّه لا مفسدة فيه الّا الوقوع في خلاف الواقع ، وإن كان بعضها ساكتا عن ذلك وبعضها ظاهرا في ثبوت المفسدة الذاتيّة ، الّا أنّ دلالة الاكثر اظهر.
فهي الحاكمة على غيرها ، كما يظهر لمن راجع الجميع ، فالنهي راجع الى سلوكه من باب الطريقيّة ، وقد عرفت الاشكال في النهي على هذا الوجه.
______________________________________________________
الأخبار الناهية عن القياس : أنّه لا مفسدة فيه) بالذات ، بأن يكون القياس كالخمر ـ مثلا ـ (الّا الوقوع في خلاف الواقع) فانّ القياس إنّما يكون منهيا عنه ، لأنّه على الأكثر يخالف الواقع.
هذا (وان كان بعضها) اي : بعض تلك الأخبار (ساكتا عن ذلك) اي : عن كثرة وقوع القياس في خلاف الواقع (وبعضها ظاهرا في ثبوت المفسدة الذاتيّة) كما هو مدار الوجه السادس من الاجوبة التي ذكرناها (الّا انّ دلالة الأكثر) من الأخبار الدالة على مفسدة خلاف الواقع في القياس (اظهر) من دلالة بعض الأخبار في المفسدة الذاتية.
إذن : (فهي) اي الاخبار الأكثر ، تكون (الحاكمة على غيرها) لأنّ ظهور مفسدة خلاف الواقع (كما يظهر لمن راجع الجميع) اي : جميع الأخبار الواردة في القياس ، في باب القضاء من الوسائل ، والمستدرك وغيرها.
وعليه : (فالنهي راجع الى سلوكه من باب الطريقيّة) فيكون النهي ـ عند فقد العلم ـ عن سلوك الطريق القياسي من حيث انّه ظنّ يحتمل فيه الخطأ ، فهو قبيح لأنّه تعرض لتفويت الواقع ، (وقد عرفت الاشكال في النهي على هذا الوجه) فانّه نهي عند الانفتاح ، لا أنه نهي عن الانسداد.