ولذا علمنا ذلك من الأخبار المتواترة معنى مع حصول الظنّ الشخصي في الموارد منه ، إلّا انّه كلّ مورد حصل الظّن نقول بحسب ظنّنا إنّه ليس من موارد التخلّف فنحمل عموم نهي الشارع الشامل لهذا المورد على رفع الشارع يده عن الواقع واغماضه عن الواقع في موارد مطابقة القياس ، لئلا يقع في مفسدة
______________________________________________________
ومن آخرين ، علم زيد بأن جملة من هذه الموارد التي يقيسها هو أو يقيسها غيره من المكلفين تخالف الواقع ، فيعلم زيد بأنّ الشارع منع عن القياس اطلاقا حتى لا يقع المكلّف في مخالفة الواقع كثيرا وان ظنّ زيد انّ القياس في هذا المورد الشخصي يطابق الواقع.
(ولذا) اي : لاجل ما ذكرناه : من أن حصول الظنّ الشخصي بالنفع ـ تفصيلا ـ في بعض الموارد ، لا ينافي علمنا بخلاف الواقع في غالب موارد القياس (علمنا ذلك) اي : علمنا انّ خلاف الواقع في القياس اكثر (من الأخبار المتواترة معنى ، مع حصول الظنّ الشّخصي في الموارد منه) اي : من القياس ، وقوله : «لذا» صغرى لكبرى قوله : «فان حصول الظنّ الشخصي ...» فكلام المصنّف : مثل أن يقال : الانسان خلق حسنا ، ولذا نرى زيدا حسنا.
(الّا أنّه) لمّا لم يمكن الظنّ القياسي بمطابقة الواقع مع الظنّ بانّه خلاف الواقع ، لأنّه جمع بين النقيضين ف (كلّ مورد حصل الظنّ) من القياس (نقول :
بحسب ظنّنا : انّه ليس من موارد التخلّف ، فنحمل عموم نهي الشّارع الشّامل لهذا المورد) الشخصي (على رفع الشارع يده عن الواقع واغماضه عن الواقع في موارد مطابقة القياس).
وانّما رفع الشارع يده عن القياس المطابق للواقع (لئلا يقع) العبد (في مفسدة