إمكان منع نصب الشارع طرقا خاصّة للأحكام الواقعيّة وافية بها ، كيف وإلّا لكان وضوح تلك الطرق كالشمس في رابعة النّهار ، لتوفّر الدّواعي بين المسلمين على ضبطها ، لاحتياج كلّ مكلّف إلى معرفتها أكثر من حاجته إلى مسئلة صلواته الخمس ، واحتمال اختفائها مع ذلك ـ لعروض دواعي الاختفاء ، اذ ليس الحاجة إلى معرفة الطريق أكثر
______________________________________________________
الأحكام بالطّرق العقلائية ، لأنّه لا دليل على إنّ الشّارع أحدث طرقا جديدة ل (إمكان منع نصب الشّارع طرقا خاصة للأحكام الواقعيّة) التي يريدها منّا ، تكون تلك الطّرق (وافية بها) أي : بأحكامه الواقعية.
(كيف وإلّا) أي : بان كان الشّارع نصب طرقا خاصّة (لكان وضوح تلك الطّرق كالشمس في رابعة النّهار) أي : الشمس في الساعة الرابعة من النهار بعد طلوعها من المشرق ، فان ذلك وقت جلائها من جهة عدم اختفائها بغبار الافق عند الطلوع ، وعدم وصولها الى الظهيرة وبعدها حيث تحول الأشعة بينها وبين الانسان ، وبعض يقرأه : رائعة النهار ـ بالهمزة قبل العين ـ أي : في حال الريعان وغاية الظّهور.
وإنّما نقول : إنّ الشارع إذا نصب الطرق كانت تلك الطرق واضحة جدا (لتوفّر الدّواعي بين المسلمين على ضبطها) أي : ضبط تلك الطرق (لاحتياج كلّ مكلّف الى معرفتها) أي : معرفة تلك الطرق (أكثر من حاجته الى مسألة صلواته الخمس) لاحتياج كل مكلّف الى تلك الطّرق في الصّلاة وفي غير الصّلاة ، فالاحتياج الى تلك الطّرق يكون أكثر من الاحتياج الى الصّلوات الخمس.
(واحتمال اختفائها) أي : تلك الطّرق (مع ذلك) أي : مع كثرة الاحتياج إليها انّما هو (لعروض دواعي الاختفاء ، اذ ليس الحاجة الى معرفة الطريق أكثر