لما عرفت : من أنّ فقد بعض ما يعتبر من الامور اللاحقة لا يقدح في صحة الأجزاء السابقة ؛ وقد يكون من جهة عروض ما ينقطع معه الهيئة الاتصاليّة المعتبرة في الصلاة.
فاذا استكشفنا من تعبير الشارع عن بعض ما يعتبر عدمه في الصلاة بالقواطع أنّ للصلاة هيئة اتصاليّة ينافيها توسّط بعض الأشياء في خلال أجزائها ، الموجب لخروج الأجزاء اللاحقة عن قابلية الانضمام
______________________________________________________
وإنّما لا يعتنى باستصحاب الصحة هنا في نفيه (لما عرفت : من أنّ فقد بعض ما يعتبر من الامور اللاحقة) الموجبة لبطلان العمل (لا يقدح في صحة الأجزاء السابقة) فان الامور الاعتبارية كالامور التكوينية يشتركان في انه : إذا لم يصح المجموع ، فليس معناه : عدم صحة الأجزاء السابقة فإذا بنى جدران الغرفة مثلا بناء صحيحا ، وبنى السقف بناء غير صحيح ، فالغرفة غير صحيحة ، لكن ليس بمعنى عدم صحة بناء الجدران.
هذا (وقد يكون) الشك في الفساد (من جهة عروض ما ينقطع معه الهيئة الاتصاليّة المعتبرة في الصلاة) كما إذا بكى أو ضحك قليلا ممّا شك في ان ذلك قاطع للهيئة الاتصالية ، أو ليس بقاطع لها؟.
وإنّما يشك في قطعه للهيئة الاتصالية لأنه كما قال : (فاذا استكشفنا من تعبير الشارع عن بعض ما يعتبر عدمه في الصلاة) مثل الضحك والبكاء (بالقواطع) فانا فهمنا من هذا التعبير : (أنّ للصلاة هيئة اتصالية ينافيها) أي : ينافي تلك الهيئة الاتصالية (توسّط بعض الأشياء في) أثناء الصلاة ، أي : (خلال أجزائها ، الموجب) ذلك التوسط (لخروج الأجزاء اللاحقة عن قابلية الانضمام)