وكيف كان ،
______________________________________________________
لا الى أبي بكر ، ولم يكن المدعي مقابلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّما كان أبا بكر ، وذلك زعما منه بأنّه فيء للمسلمين : وهذا من ابي بكر مجرّد ادعاء فعليه البينة ، لا على صاحب اليد ـ وهي فاطمة عليهاالسلام ـ اضافة الى انه لو اقام ابو بكر على ادعائه هذا الف بينة ، فهو حيث لم يكن من أهل آية التطهير ـ باعتراف جميع المسلمين ـ لا ينفعه بصريح القرآن ذلك ، مقابل يد فاطمة عليهاالسلام التي هي باعتراف كل المسلمين من أهل آية التطهير ، وقد شهد الله تعالى لها بالامانة والطهارة ، وهل يجرأ أحد على ردّ شهادة الله سبحانه وتعالى؟.
(وكيف كان) فان هذه القصة تكون دليلا على ما ذكره المصنّف في الفرض الثاني بقوله : «او كان في مقابله مدّع ، لكن اسند الملك السابق الى غيره» يعني : الى غير المدعي ، فان في مقابل فاطمة عليهاالسلام كان أبا بكر ، وهي عليهاالسلام لم تسند الملك اليه ، وإنّما اسندته الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت : انه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي منحه إياها نحلة لها ، وبلغة لابنيها عليهماالسلام ، وذلك بأمر من الله تعالى حين انزل عليه سبحانه : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (١) ولم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مدعيا في مقابلها.
وإنّما قال المصنّف : «بل» الذي ظاهره الاضراب ، مع ان الرواية المذكورة في الاحتجاج موافقة للقاعدة ، لان قوله قبلها : «لكن اسند الملك السابق الى غيره» كان على القاعدة ، ومطابقا لهذه الرواية ، فيكون مقام «بل» هنا نظير قولنا : البراءة موافقة للقاعدة بل للروايات ، فهو اضراب من الادنى الى الاعلى.
__________________
(١) ـ سورة الاسراء : الآية ٢٦.