ومنها : قوله تعالى ، حكاية عن يحيى عليهالسلام : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) فانّ ظاهره يدلّ على مدح يحيى عليهالسلام بكونه حصورا ، أي : ممتنعا عن مباشرة النسوان. فيمكن أن يرجّح في شريعتنا التعفّف على التزويج.
وفيه : أنّ الآية لا تدلّ إلّا على حسن هذه الصفة لما فيه من المصالح ، والتخلّص عمّا يترتّب عليه ، ولا دليل فيه على رجحان هذه الصفة على صفة اخرى ، أعني : المباشرة لبعض المصالح الاخروية ،
______________________________________________________
(ومنها : قوله تعالى ، حكاية عن يحيى عليهالسلام : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) (١) فان ظاهره) أي : ظاهر السياق حيث مجيء (حَصُوراً) بين (سَيِّداً) وبين (نَبِيًّا) (يدلّ على مدح يحيى عليهالسلام بكونه حصورا ، أي : ممتنعا عن مباشرة النسوان).
ومنه يظهر : ان هذه الصفة في كونه حصورا صفة فاضلة ، فتدل الآية على فضيلة اتصاف الانسان بهذه الصفة وتستصحب إلى شريعتنا فتدل الآية على فضل ترك التزويج.
إذن : (فيمكن أن يرجّح في شريعتنا التعفّف على التزويج) ومباشرة النساء.
(وفيه : أنّ الآية لا تدلّ إلّا على حسن هذه الصفة) بما هي هي وذلك (لما فيه من المصالح ، والتخلّص عمّا يترتّب عليه) من الحقوق الاجتماعية والتكاليف الشرعية (ولا دليل فيه على رجحان هذه الصفة على صفة اخرى ، أعني :
المباشرة) وتزويج النساء.
وإنّما لا دليل فيه على الرجحان (لبعض المصالح الاخروية) الثابتة
__________________
(١) ـ سورة آل عمران : الآية ٣٩.