فانّ مدح زيد بكونه صائم النهار متهجّدا لا يدلّ على رجحان هاتين الصفتين على الافطار في النهار ، وترك التهجّد في الليل للاشتغال بما هو أهمّ منهما.
ومنها : قوله تعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً
______________________________________________________
في التزويج ، فقد ورد في الحديث : إنّ من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر (١) ، وغير ذلك من الأحاديث الشريفة في هذا المجال (٢) ، فالتزويج هو الأصل ، والتعفف هو العارض الذي يستحب إذا كان سببا لدفع مضار وجلب منافع ، كما في بعض الأنبياء عليهمالسلام مثل عيسى ويحيى ، حيث لم تكن ظروفهم تتحمّل الجمع بين التبليغ وإدارة امور الزوجة.
وعليه : (فانّ مدح زيد بكونه صائم النهار متهجّدا) بالليل (لا يدلّ على رجحان هاتين الصفتين على الافطار في النهار ، وترك التهجّد في الليل للاشتغال بما هو أهمّ منهما) كالدراسة الدينية ، والكسب للعائلة ، وما أشبه ذلك.
أقول : والظاهر : انه لا مانع من ان نستصحب استحباب الحصورية بالنسبة إلى شريعتنا لمن ابتلى بما هو أهم ، كالتبليغ الديني وما أشبه ذلك ، واستطاع أن يحفظ نفسه ، وقد جاء في بعض الروايات : حلّية العزوبة في بعض الأزمنة.
(ومنها : قوله تعالى) في بيان قصة أيوب عليهالسلام حيث حلف على ان يضرب زوجته مائة ضربة ، ثم بدا له المحذور في مثل هذا الضرب فقال له تعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً) وهو مجموعة من الأعواد الصغار كالشمراخ وما أشبه ذلك
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٣٢٨ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ٢٠ ص ١٧ ب ١ ح ٢٤٩٠٨.
(٢) ـ وقد تطرّق الامام الشارح الى ما يتعلّق بالزواج وأفضليته وما يتعلّق به من أحكام في موسوعة الفقه ، كتاب الفقه الاسرة وكتاب الفقه النكاح وكذا في كتاب العائلة.