يفلتون. وان كانوا يتظاهرون بالاسلام وهم منافقون (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا). والله عزوجل قد كتب للمؤمنين النصر ووعدهم به في النهاية فمهما يصبهم فهو اعداد للنصر المحقق (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) والاعتقاد بقدر الله. والتوكل الكامل على الله هو نصر. (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) : فما يتربص المنافقون بالمؤمنين انها الحسنى على كل حال اما النصر الموعود. او الشهادة والقفز الى جنة الخلد ونعيم لا يبلى.
(وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ) اما القتل بأيدي المؤمنين عاجلا او الموت والسقوط في نار جهنم وبئس المصير. (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ) : انها صور المنافقين في كل آن. هي المراوغة والانحراف فهم يأتون مظهرا بلا حقيقة. بل ملأوها الرياء والكراهة. وما كان الله ليقبل هكذا اعمالا. غير خالصة لوجهه (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ) ان الاموال والاولاد قد تكون نعمة وتحفة من الله عزوجل. وقد تكون نقمة وابتلاء يصبه الله على العاصين له والمنحرفين عن طاعته. (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ). فهو القلق والكرب في الدنيا والآخرة عذاب شديد.
(وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (٥٨) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ (٥٩) إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠))
البيان : من المنافقين من يغمزك بالقول : ويعيب عدالتك في توزيع الصدقات. ويدعى انك تحابى في قسمتها. وهم لا يقولون ذلك غضبا للعدل. ولا حماسة للحق. ولا غيرة على الدين انما يقولونه لاجل