ان الحق لا بد ان ينطلق في طريقه. ولا بد ان يقف له الباطل في الطريق. بل لا بد ان يأخذ عليه الطريق. ان دين الله لا بد ان ينطلق لتحرير البشر من عبودية البشر والحجر. الى عبودية خالق البشر ومالك البشر وحده. ولا بد ان يقف له الطاغوت في الطريق.
استبشروا باخلاص انفسكم واموالكم لله. وأخذ الجنة عوضا وثمنا. (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ). ودع عنك رفعة الانسان وهو يعيش لله وينتصر بالله. ويفتخر على من يعبد سواه. والعقيدة تنتصر فيه على الحياة. أن هذا وحده كسب بتحقيق أنسانية الانسان التي لا تتأكد كما تتأكد بانطلاقة الايمان واخلاصه لله وحده. وانتصار الايمان فيه على الالم. فاذا اضيفت الى ذلك الجنة. فهو يدعو الى الاستبشار. وهو فوز لا ريب فيه ولا جدال. ان الجهاد في سبيل الله بيعة معقودة بعنق كل مؤمن مع اقراره بالله ورسوله واليوم الآخر. ولكن الجهاد في سبيل الله ليس مجرد اندفاعة الى القتال فحسب. انما هو قمة تقوم على قاعدة من الايمان المتمثل في مشاعر وشعائر الاخلاق والاعمال. والمؤمنون الذين عقد الله معهم البيعة. والذين تتمثل فيهم حقيقة الايمان هم قوم تتمثل فيهم صفات ايمانية اصيلة. (التَّائِبُونَ. الْعابِدُونَ ـ الْحامِدُونَ. السَّائِحُونَ. الرَّاكِعُونَ. السَّاجِدُونَ. الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ. وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) وجهاد النفس هو الجهاد الاكبر
هذه هي الجماعة المؤمنة التي عقد الله معها بيعته. وهذه هي صفاتها ومميزاتها : توبة نردّ العبد الى طاعة مولاه الواحد الأحد. بعد الندم على ما مضى من عصيانه. وبعده عنه. وعزم وجزم ينعقد على عدم العود الى عصيانه والخروج عن خط حدوده المحدودة. وهمة تدفع الى العمل الصالح. وعبادة تصله بخالقه العظيم. وتجعل الله معبوده لا غير والاستسلام الكامل لله والثقة المطلقة برحمة ربه وعدله.