وتلازم ذلك مع العمل والاخلاص والتنفيذ لكل ما أمرهم المولى أو نهاهم ، هكذا يجب ان يفهم معنى الولاية لله عزوجل.
ولذا يخاطب الله عزوجل رسوله : (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)
ويفرد الله بالعزة هنا ، ولا يضيفها الى الرسول والمؤمنين ـ كما في موضع آخر ـ لان السياق سياق حماية الله لأوليائه ، فيفرده بالعزة جميعا ـ وهي أصلا لله وحده ـ والرسول والمؤمنون يستمدونها منه عزوجل ، ليجرد منها الناس جميعا ، ورسول الله ص وآله والمؤمنون داخلون في الحماية لانهم من أولياء الله ، ويختص بالخروج اعداء الدين والمنافقين.
(قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٦٨) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (٦٩) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
البيان : عقيدة ان لله سبحانه ولدا ، عقيدة ساذجة منشؤها من قادة التضليل ومن اتباع الجهل وعدم التحقيق ، والواقع ينطق أن الداعي الى ذلك حب الدنيا واتباع الهوى. والا أي نسبة بين مخلوق كان معدوما وخلق ضعيفا ولم يزل لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وبين خالق موجود بذاته يستحيل عدمه خلق الاشياء كلها واذا أراد شيئا فحسبه أن يقول له : (كُنْ فَيَكُونُ) لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير لا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك الا باذنه وارادته. وكل ما في الوجود شاهد قاطع على انه واحد لا شريك له : (سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) : ولا يدخل القرآن المجيد في جدل نظري حول الطبيعة الالهية ، والطبيعة