الحقيقية التي أكرمهم بها الله. الا حين يتفرد الله سبحانه بالربوبية والحاكمية.
وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والاسلام ولا كانت المعركة بين الحق والباطل على ألوهية الكون ، وتصريف أموره في عالم الاسباب والنواميس الكونية ، انما كان الخلاف ، وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس الذي يحكمهم بشرعه ويصرفهم بأمره ويدينهم بطاعته.
لقد كان الطواغيت المجرمون في الارض يغتصبون هذا الحق ويزاولونه في حياة الناس ويذلونهم بهذا الاغتصاب ، ويجعلونهم عبيدا لهم من دون الله. وكانت الرسالات والرسل والدعوات الاسلامية. تجاهد دائما لانتزاع هذا السلطان المغتصب من أيدي الطواغيت ، ورده الى صاحبه الشرعي .. الله سبحانه.
والله سبحانه غني عن العالمين ، لا ينقص في ملكه شيئا عصيان العصاة. ولا طغيان الطغاة. ولا يزيد في ملكه شيئا طاعة الطائعين ، وعبادة العابدين. ولكن البشر هم الفقراء اليه والى جوده وكرمه ، والله سبحانه يريد العزة والكرامة لعباده ، ولكن البشر ـ هم أنفسهم ـ الذين يذلون ويصغرون ويسفلون حين يدينون لغير الله من عباده ، وهم الذين يعزون ويكرمون ويستعلون حين يدينون لله وحده ، ويتحررون من العبودية للعبيد ، ولما كان الله سبحانه يريد لعباده العزة والكرامة والاستعلاء ، فقد أرسل رسله ليردّوا الناس الى عبادة الله وحده ، وليخرجهم من عبادة العبيد. (والله غني عن العالمين).
ان البشرية لا تبلغ مستوى الكرامة التي يريدها الله للانسان الا بان يعزم البشر أن يدينوا لله وحده. وان يخلعوا من رقابهم نير الدينونة لغير الله. ذلك النير المذل لكرامة الانسان. وهذا ما يقرره مطلع