سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (٧))
البيان : التعبير يوحد بين صيغة الامر الصادر لموسى والصادر لمحمد ص وآله ، تمشيا مع نسق الاداء : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) .. (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ).
بلاء الامتحان الصبر والعزم على الاخلاص في العمل. واستمرار العزم على الاخلاص. والاستعداد للوقوف في وجه الظلم والطغيان والا فما هو صبار شكور ذلك الاستسلام.
ويمضي موسى (ع) في البيان لقومه ، بعد ما ذكرهم بايامه ووجههم الى الغاية والنجاة (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ. وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)
ان شكر النعمة دليل على استقامة المقاييس في النفس البشرية ، فالخير يشكر لان الشكر هو جزاؤه الطبيعي في الفطرة المستقيمة ، هذه واحدة.
والاخرى ان النفس التي تشكر الله على نعمته ، تراقبه في التصرف بهذه النعمة بلا بطر ويرضى الناس عنها وعن صاحبها ، فيكونون له عونا ، ويصلح روابط المجتمع فتنمو فيه الثروات في أمان. الى آخر أسباب الطبيعة الظاهرة لنا في الحياة. وان كان وعد الله بذاته يكفي لاطمئنان المؤمن. فهو حق واقع لانه وعده الصادق الذي لا خلف فيه.
والكفر بنعمة الله قد يكون بعدم شكرها. او بانكار ان الله واهبها ونسبتها الى العلم والخبرة والكد الشخصي والسعي. كأن هذه الطاقات ليست نعمة من نعم الله عزوجل.
وقد يكون كفر النعمة بسوء استخدامها وصرفها بالبطر والتكبر على