(وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) والسبيل القاصد هو الطريق المستقيم الذي لا التواء فيه (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) بالمشيئة التكونية. ولكن اراد بالمشيئة التشريعية ان تكون هداية منه تعالى وباختيار عباده ، ليستحق المهتدي باختيار الثواب ونعيم الجنان. ويستحق المختار للضلال العذاب والنكال في مهاوي النيران لسوء اختياره وعصيانه.
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨) وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩))
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٣))
البيان : الماء ينزل من السماء وفق النواميس التي خلقها الله في هذا الكون ، والتي تدير حركاته وتنشىء نتائجها وفق ارادة الخالق وتدبيره. هذا الماء يذكر هنا نعمة من نعم الله.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : في تدبير الله لهذا الكون ونواميسه المواتية لحياة البشر وما كان الانسان ليستطيع الحياة على هذا الكوكب لو لم تكن نواميس الكون مواتية لحياته ، موافقة لفطرته ملبية لحاجاته. وما هي بالمصادفة العابرة ان يخلق الانسان في هذا الكوكب الارضي.
والذين يتفكرون هم الذين يدركون حكمة التدبير. وهم الذين يربطون بين ظاهرة كظاهرة المطر وما ينشئه على الارض من حياة وشجر وزروع وثمار. وبين النواميس العليا للوجود. ودلالتها على الخالق ، وعلى وحدانيته ، ووحدانية تدبيره. أما الغافلون فيمرون على مثل هذه