(عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ). ثم يقطع هذا الصمت حين يرى الذين اشركوا شركاءهم. في ساحة الحشر ممن كانوا يزعمون انهم شركاء لله في الأخذ والعطاء.
(وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (٨٦) وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨))
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)
إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠))
البيان : المشهد يبدأ بموقف الشهداء المعروض على المشركين. والموقف العصيب الذي يكذب الشركاء .. فيه شركاءهم. ثم تجيء هذه اللمسة في وقتها وقوتها. (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) ثم يذكر ان في الكتاب الذي نزل على الرسول (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) فلا حجة بعده لمحتج. ولا عذر معه لمعتذر (وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) .. فمن شاء الهدى والرحمة فليسلم قبل ان يأتي اليوم المرهوب (فلا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون).
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ..) لقد اتى هذا الكتاب بالمبادىء التي تكفل تماسك الجماعة والجماعات واطمئنان الافراد والامم والشعوب والثقة بالمعاملات والوعود والعهود (جاء بالعدل) الذي يكفل لكل فرد ولكل جماعة. ولكل قوم. قاعدة ثابتة للتعامل. لا تميل مع الهوى. ولا تتناثر بالود والبغض. ولا تتبدل بمجاراة للنسب والصهر. والغنى والفقر والفوة والضعف. انما تمضي في طريقها تكيل بمكيال واحد للجميع وتزن بميزان واحد للجميع.