وعند الناس كبيرا. ومن استكبر وضعه الله. فيصبح بنفسه كبيرا وعند الناس حقيرا. حتى يكون أبغض اليهم من كلب أجرب).
ويختتم ألاوامر والنواهي التي كما بدأها بربطها بالله. وعقيدة التوحيد والتحذير من الشرك. وبيان انها بعض الحكمة التي يهدي اليها القرآن الذي اوحاه الله الى رسوله ص وآله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) وهو ختام يشبه الابتداء. فتجيء محبوكة الطرفين. موصولة بالقاعدة الكبرى التي يقيم عليها الاسلام بناء الحياة. قاعدة توحيد الله وعبادته دون سواه.
(أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠) وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤١) قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (٤٢) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (٤٣)
تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤٤))
البيان : استفهام للاستنكار والتهكم. استنكار لما يقولون من ان الملائكة بنات الله. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) .. عظيما في شناعته وبشاعته. عظيما في جرأته ووقاحته. عظيما في ضخامته. عظيما في خروجه عن التصور العقلاني.
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا) : فقد جاء القرآن بالتوحيد وسلك الى تقرير هذه العقيدة وايضاحها طرقا شتى. وأساليب متنوعة. ووسائل متعددة (لِيَذَّكَّرُوا) فالتوحيد لا يحتاج الى اكثر من التذكر. والرجوع الى الفطرة ومنطقها. والى الآيات الكونية ودلالتها. ولكنهم يزيدون نفورا. كلما سمعوا هذا القرآن. نفورا من العقيدة التي جاء بها. ونفورا من القرآن لأنه يتنافى مع اهوائهم (قل لو كان معه آلهة كما يقولون اذا لا تبغوا الى ذي العرش سبيلا). فالآلهة التي يدعونها ما