هي الا من مخلوقات الواحد الأحد. سواء كانت حجرا او شجرا شمسا او قمرا. (سبحانه عما يقولون). (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ) : وهو تعبير تفيض به كل ذرة في هذا الكون الكبير. وتنتفض روحا حية تسبح لله خالقها وصانعها ومدبرها ومديرها. واذا الوجود كله تسبيح انه لمشهد كوني فريد. حين يتصور القلب كل حصاة وكل حجر. وكل حبة وكل ورقة خضراء وكل زهرة وثمرة. وكل حشرة وبعوضة. وكل حيوان وانسان. كلها تسبح بعظمة خالقها ومتقنها وان الوجدان ليرتعش وهو يستشعر الحياة تدب في كل ما حوله مما يرى ومما لا يرى كله في غاية الاتقان والحكمة البالغة والمنافع الرائعة التي تترتب على وجوده.
ان الوجدان ليرتعش وهو يستشعر الحياة تدب في كل ما حوله وكلها تسبيح وتمجيد لخالقها الحكيم. (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).
(وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (٤٥) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (٤٦) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٤٧) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٤٨))
البيان : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً). لقد كان فطرتهم الانسانية تدفعهم لاستماع القرآن. لأن القرآن المجيد غذاء روحي للفطرة والانسانية وكانت الكبرياء تمنعهم عن التسليم والاذعان لما يدعوهم اليه هذا القرآن المجيد وهذا النبي الكريم. وهذا الخالق العظيم (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).