طعم الايمان. الا وذاق معه حلاوة الوعد وصدق العهد الذي وعده الله تعالى (ومن أوفى بعهده من الله عزوجل ومن اصدق من الله حديثا)
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (٨٣) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (٨٤))
البيان : في القرآن شفاء من كل داء. وفي القرآن رحمة من كل نقمة. وفي القرآن غنى من كل فقر. كلّ ذلك لمن خالط قلوبهم بشاشة الايمان. فاشرقت نفوسهم وانشرحت صدورهم واستنارت قلوبهم حتى اصبحوا على مثل نور النهار من اليقين بعناية خالقهم لهم وكفالته وصيانته لهم أينما كانوا فاطمأنت نفوسهم وسعدوا باحراز رضا خالقهم (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
في القرآن شفاء من وسوسة الشيطان اللعين. وفي القرآن شفاء من الدنس والطمع والحسد وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلفة. فهو يعصم العقل من الشطط والقلق (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) لأنهم لم يؤمنوا به عن يقين ولانهم تظاهروا بالايمان عن مكر ونفاق. فهم في الدنيا أشقياء وفي الآخرة مخلدون في النار. (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) لأن العين الرمداء يؤلمها الضياء. (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ) (فالنعمة تزيد الاشرار طغيانا وفسادا. ومن هنا تتجلى نعمة الايمان بقدر نعم الله عليها (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً).
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٥) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ