آمنة. والحجر عمه ابو طالب (ع) وفاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين (ع) وقد روى أن أمير المؤمنين (ع) كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس مجتمعون فقام اليه رجل فقال يا أمير المؤمنين انك بالمكان الذي انزلك الله به. وابوك يعذب بالنار.
فقال (ع) له : فضّ الله فاك. والذي بعث محمدا بالحق لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الارض. لشفعه الله تعالى فيهم. ان أبي بعذب بالنار. وأبنه قسيم الجنة والنار.
ثم قال (ع) : والذي بعث محمدا بالحق ان نور أبي طالب يوم القيامة ليطفىء انوار الخلق الا خمسة انوار (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) والتسعة المعصومين من ولد الحسين (ع) لأن نور ابي طالب من نورهم الذي خلقه الله عزوجل من قبل ان يخلق آدم بالفي عام) انتهى (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا). فهم لا ينكرون انه الهدى ولكنهم يخافون ان يتخطفهم الناس وهم ينسون الله عزوجل وينسون أنه وحده الحافظ والمعطي والمانع وأن قوى الأرض كلها لا تملك ان تتخطفهم وهم في حمى الله وحصنه الذي من دخله كان من الامنين من كل ما يخافه ويخشاه وان قوى الارض كلها لا تملك ان تنصرهم اذا خذلهم الله واراد التنكيل بهم. وانما يدخل الخوف لقلوبهم لفراغها من الايمان الصحيح. والآثار من اقوى الادلة على مؤثراتها ولو ملىء القلب بالايمان استحال بعد ان يدخله خوف او يدنو منه لاستحالة دخول الهواء لاناء قد ملىء بالماء. ولو خالطهم الايمان لتبدلت نظرتهم للقوى. ولأختلف تقديرهم للأمور. ولعلموا ان الأمن لا يكون الا في جوار الله القوي العزيز. وان هذا الهدى موصول بالقوة التي لا تقهر ولا تغلب. وان أتباع هدى الله معناه الاصلاح مع ناموس الكون وقواه والاستعانة بها وتسخيرها في الحياة. فالله عزوجل هو الخالق لهذا الكون ومدبره وفق