لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣))
البيان : فهو القاء رعب ورهبة في قلوب أعداء الله لعلهم يرشدون ويرجعون للحق ومن ثم فان الاسلام ينفي من حسابه ـ منذ الوهلة الاولى ـ كل حرب تقوم على أمجاد الاشخاص والدولة ، وكل حرب تقوم للاستغلال وفتح الاسواق والبلدان بالقهر والاذلال :
(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) والتعبير عن الميل الى السلم بالجنوح تعبير لطيف رقيق.
وقد عقد رسول الله ص وآله مع مشركي قريش صلح الحديبية ـ وهم على شركهم ـ بشروط لم يسترح اليها بعض المسلمين الجاهلين للاهداف البعيدة التي يراها أهل العلم لا غير وكان من ابرز الثائرين لهذا الصلح ابن الخطاب الذي كل الناس أفقه منه حتى ربات الحجال) على حد تعبيره هو ولم يمض الا الوقت القصير حتى خانت قريش العهد وفتح رسول الله مكة عنوة ودخلها على قريش اذلاء ورسول الله ص وآله وأصحابه هم الاعزاء الفاتحون (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)
حسبك الله ، فهو حارسك وجافظك ، ولقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها الا الله والتي لا تصنعها الا العقيدة الراسخة والايمان الصحيح ، واذا هي القلوب المتعددة قد تراصت وأصبحت قلبا واحدا : ببصيرة النبي ونصر علي بن ابي طالب (ع).
ان هذه العقيدة عجيبة فعلا ، انها حين تخالط القلوب تستحيل الى مزاج من الحب والالفة ومودات القلوب التي تندي جفافها وتربط بينها برباط وثيق عميق رفيق.