البيان : انما المشركون نجس يجسم التعبير ليدل على خبائث أرواحهم ، فهم بكليتهم وحقيقتهم نجس ، يستقذره الحس ، بمعنى انهم غير قابلين للتطهير ما زالوا على شركهم :
(فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) لنجاستهم وخبائث نفوسهم وشدة قذارتها ، النتنة : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) : هذه الآية لها في السياق تمهيد لغزوة تبوك ومواجهة الروم ، وعمالهم من الغساسنة المسيحيين العرب ، وذلك يدلهم ان الاوصاف الواردة فيها هي صفات قائمة بالقوم الموجهة اليهم الغزوة ، وانها اثبات حالة واقعة بصفاتهم أولا انهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر. ثانيا انهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله.
ثالثا : انهم لا يدينون دين الحق. ثم بين في الآيات التالية كيف انهم لا يؤمنون بالله).
اولا : قالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ، وان هذا القول يضاهي قول الذين كفروا من قبلهم من الوثنيين ، فهم مثلهم في هذا الاعتقاد الذي لا يعد صاحبه مؤمنا بالله ولا باليوم الآخر. (وسنبين بالضبط كيف انه لا يؤمن باليوم الآخر).
ثانيا : اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ، والمسيح ابن مريم ، وان هذا مخالف لدين الحق ، وهو الدينونة لله وحده بلا شركاء ، فهم بهذا مشركون لا يدينون دين الحق.
ثالثا : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، فهم محاربون لدين الله عزوجل ولا يحارب دين الله مؤمن بالله واليوم الآخر ، ولا يدين دين الحق أبدا.
رابعا : يأكل كثير من احبارهم ورهبانهم أموال الناس بالباطل ،