ان هذه الآية تأمر المسلمين بقتال أهل الكتاب (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) والذين يقولون ببنوة عزير لله او بنوة المسيح لله ولا يمكن أن يقال عنه : انه يؤمن بالله وكذلك الذين يقولون : ان الله هو المسيح بن مريم. او أن الله ثالث ثلاثة. أو أن الله تجسد في المسيح ، الى آخر التصورات الكنيسة ، التي صاغتها المجامع المقدسة على كل ما بينهما من خلاف والذين يقولون : انهم لن يدخلوا النار الا اياما معدودات ، مهما ارتكبوا من آثام بسبب انهم ابناء الله واحباؤه ، وشعب الله المختار ، والذين يقولون ان كل معصية تغفر بالمسيح (ع) وبواسطة الصكوك من ارباب الكنيسة ، كل هؤلاء لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر.
وهذه الاية تصف اهل الكتاب هؤلاء بانهم لا يحرمون ما يحرم الله ورسوله ، والاسلام ـ بوصفه دين الحق الوحيد القائم في الارض ـ لا بد ان ينطلق لازالة العوائق المادية من وجهه. ولتحرير الانسان من الدينونة بغير دين الحق ، على أن يدع لكل فرد حرية في الوقت نفسه في الاختيار ، بلا اكراه منه ولا من تلك العوائق المادية كذلك.
عندئذ تتم عملية التحرير فعلا بضمان الحرية لكل فرد ان يختار دين الحق عن اقتناع فان لم يقتنع بقي على عقيدته واعطى الجزية لتحقيق عدة أهداف.
أولها : ان يعلن باعطائها استسلامه وعدم مقامته بالقوة المادية للدعوة الى دين الله الحق.
وثانيها : ان يساهم في نفقات الدفاع عن نفسه وماله وعرضه وحرماته التي يكفلها الاسلام لاهل الذمة ، (الذين يؤدون الجزية ، فيصبحون في ذمة الاسلام والمسلمين وضمانتهم).