(وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) انهم يتلقون التحقير (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ ...) فلم تحذروا عدوكم الذي أضل منكم أجيالا كثيرة. (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ).
(وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠))
البيان : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ ..) هكذا يخذل بعضهم بعضا وتشهد عليهم جوارحهم وتعود كل جارحة الى ربها مفردة وتنطق بالشهادة بما استعملها صاحبها فيه. وهنا تأتى الدهشة الغير مترقبة. انه مشهد رهيب تذهل من تصوره القلوب.
(وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) وهما مشهدان فيهما من البلاء قدر ما فيهما من السخرية والاستهزاء. للذين قالوا (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
فهم فى المشهد الثاني قد جمدوا فجأة في مكانهم. واستحالوا تماثيل. بعد أن كانوا عميانا.(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) فهذه العاقبة التى تنتظر المكذبين اما الشيخوخة التي ترجعهم الى الطفولة والسخرية. واما الموت فالمصير الى النار وبئس القرار.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا