يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٦))
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣))
البيان : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً ...) فآية الله هنا مشهودة منظورة بين أيديهم ليست غائبة ولا بعيدة ولا غامضة تحتاج الى تدبر أو تفكير. انها هذه الانعام التي خلقها الله لهم وملكهم اياها وذللها لهم يركبونها ويأكلون منها ويشربون ألبانها وينتفعون بجلدها وشعرها. وكل ذلك من فضل الله وكرمه عليهم. وهي من ابداعه ولا يملكون أن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له (أَفَلا يَشْكُرُونَ).
وحين ينظر الانسان الى الامر بهذه العين وفي هذا الضوء الذي يشيعه القرآن المجيد فانه يحسّ انه مغمور بفيض من نعم الله وكرمه. فيض يتمثل في كل حركة وسكون في حياته. ولكن الناس لا يشكرون (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ).
ولقد كانوا يتخذون تلك الآلهة يبتغون أن ينالوا بها النصر. بينما كانوا يقومون بحماية تلك الالهة من أن يعتدى عليها. وكانوا هم جنودها (وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ).
(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) الخطاب للرسول ص وآله. وهو يواجه اولئك الذين اتخذوا من دون الله الهة. وقد هان أمرهم بهذا. وما عاد لهم من خطر وهو يعلم ما يسرون وما يعلنون. وانهم في قبضته وتحت عينه وهم لا يشعرون.