الناموس الآلهي في الكون يتلقى تشريعات الله وتوجيهاته تلقيا خاصا. لينسق بين القانون. الذي يحكم حياة البشر. والناموس الذي يحكم الكون كله. ويؤثر قانون الله. لانه هو الذي ينسق بين حركة البشر وحركة الكون العام.
وبالجملة فان ادراك هذه الحقيقة ضروري لصلاح الضمير البشري واستقامته واستنارته .. وتوافقه مع الكون من حوله. وما يتبع هذا من تأثرات اخلاقية وانسانية. ومن ثم كان هذا الحرص على اقرار عقيدة التوحيد. وكان هذا الاصرار من الرسل (ع) ضروريا.
وفي القرآن يتضح الحرص والجهد والاصرار في تكرار عرض قضية التوحيد ومقتضياتها. وهذه الحقيقة التي كان المشركون يعجبون ذلك العجب من اصرار محمد ص وآله عليها دائما.
(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠))
(جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (١٣) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (١٤) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (١٥))
البيان : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) وهم الذين كانوا يقولون (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) يقصدون : مكة والطائف وفيهما كان كبراء المشركين وعظماؤهم الحاكمون المسودون. المسودون. الذين كانوا يتطلعون الى السيادة عن طريق الدين. كلما سمعوا ان نبيا جديدا قد أطل زمانه. والذين صدموا صدمة الحسد