والكبر حينما اختار الله سيد الانبياء وخاتمهم محمد ص وآله. وفتح له أبواب رحمته وافاض عليه من خزائنها لما علم انه يستحق ذلك دون العالمين. ويرد على تساؤلهم ذلك ردا تفوح منه رائحة التهكم والانذار والتهديد (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي. بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) ثم يضرب عن قولهم في الذكر. وعن شكهم فيه. ليستقبل بهم تهديدا بالعذاب (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) وكأنما يقول : انهم حين يذوقوا العذاب لا يقولون شيئا مما قالوه.
(ان عندهم خزائن رحمة ربك) ويندد بسوء أدبهم مع الله. وتدخلهم فيما ليس من شأن العبيد. فاختيار الانبياء واوصياء الانبياء مختص بالخالق العظيم الذي يعلم حقائق الامور ودواخل الصدور ومستقبل الدهور. وهذا كله يستحيل على المخلوقين علمه (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) وهي دعوى لا يجرؤون على ادعائها (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) انهم ما يزيدون على ان يكونوا جندا مهزوما.(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) فهذه أمثلة ممن سبقوا قريشا في التاريخ : (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) الذين كذبوا الرسل كما أنتم فهذه أمثلة ممن سبقوا قريشا في التاريخ : (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) الذين كذبوا الرسل كما انتم تكذبون نبيكم محمد ص وآله وسيصيبكم ما اصابهم ان استمريتم على التكذيب والعناد. (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) هذه الصيحة اذا جاءت لا تستأخر ولو فترة قصيرة مقدار فواق ناقة. ولكن الله عزوجل رفع نزول الدمار العام عن أمة محمد ص وآله اكراما له ولمكانته عند خالقه. (وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ).
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ