ومن استقرت هذه الحقيقة في نفسه وقلبه استقرارا ثابتا في الضمائر ذاك هو المخلوق الذي قد عرف خالقه فالتزم بطاعته دون سواه. فكفاه وشفاه وحماه. من كل ما يخافه ويخشاه. ذلك هو السعيد في الدنيا والاخرة وذلك هو الفوز العظيم ذلك هو الشيخ القبيسي (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ..)
السموات هي هذه الخلائق الضخمة الهائلة التي تراها تعلو بني آدم وسواهم. حيثما كانوا على ظهر هذه الارض. والتي لا نعلم الا أشياء قليلة عن جانب منها صغير. وقد عرفنا حتى اليوم أن بعض ما في السموات نحو من مئة ألف مليون مجموعة من الشموس في كل منها نحو مئة ألف مليون شمس كشمسنا هذه التي مبلغ حجمها أكثر من مليون ضعف من حجم أرضنا الصغيرة. متأثرة في فضاء السماء وبينها مسافات شاسعة تحسب بمئات الالوف والملايين من السموات الضوئية أي المحسوبة بسرعة الضوء التي تبلغ (١٦٨٠٠٠) ميل في الثانية.
هذه هي السموات التي عرفنا منها هذا الجانب الصغير المحدود التي يشير اليها بقوله عزوجل (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ) من خشية خالقها العظيم وجلاله) وهذا المخلوق الصغير من البشر لم يزل يستكبر وينحرف عن طاعة هذا الخالق العظيم.
ونسيانهم لهذه العظمة التي يحسّها ضمير الكون فيرتعش وينتفض ويكاد ينشق من أعلى مكان فيه من خشية خالقه العظيم سوى هذا الانسان الصغير الجاهل.
(وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ)
سبحانك أيها الخالق العظيم ما أرأفك وأرحمك وأحلمك على عبادك الجاهلين لقدرتك وعظمتك وعلو شأنك فينحرفون عن طاعتك