التي فيها سعادتهم وصلاحهم فالسموات ومن فيها من الملائكة يسبحون خالقهم ويقدسونه. وهذا البشر الصغير منحرف وتائه في عناده. ومع هذا فقد سخر هذا الخالق ملائكته يستغفرون لمن في الارض من هذا البشر الصغير. (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا).
وفي هذه الحالة يبدو : كم تشفق الملائكة من أصغر معصية تقع في الارض حتى من الذين آمنوا. وكم يرتاعون لها. فيستغفرون ربهم (أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٨) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١٠))
البيان : وتبدو للضمير صورة هؤلاء التعساء للتأكيد. وهم يتخذون من دونه أولياء وأيديهم مما أمسكت خاوية. وليس هنالك الا الهباء. وتبدو للضمير صورتهم ـ في ضآلتهم وضآلة أوليائهم من دون الله. والله حفيظ عليهم. وهم في قبضته صغار ضعاف. وأولياؤهم مبرأون منهم لعصيانهم لخالقهم.
ومن ثم فان المؤمنين يسيرون في طريقهم. مطمئنين الى أنه الطريق الموصل الى احراز رضا الله والجنة لانهم صائرون على المخطط الالهي. وشريعة رسولهم محمد ص وآله لا يحيدون ولا ينحرفون عنها قيد شعرة. ولذا يقول عند الموت للملائكة : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) .. يعني كنت على يقين قاطع اني سائر على طريق الجنة