(رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) التلويح باليقين في هذا اشارة الى عقيدتهم المضطربة المزعزعة اذ كانوا يعترفون بخلق الله للسموات والارض. ثم يتخذون من دونه أربابا. مما يفشي بغموض هذه الحقيقة في نفوسهم. وبعدها عن الثبات واليقين.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ) هو آله واحد. والاحياء والاماتة أمران مشهودان للجميع. وأمرهما خارج عن طاقة كل مخلوق. ويبدو هذا بأيسر التفات وتأمل. ومشهد الموت كمشهد الحياة في كل صوره وفي كل شكل يمس القلب البشري ويهزّه. ومن ثم يكثر ذكره في القرآن المجيد. وتوجيه المشاعر اليه ولمس القلوب به في كل آن.
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) انهم يلعبون ازاء ذلك الجد. ويشكون في تلك الايات الثابتة. فدعهم الى يوم هائل عصيب.
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) وقد اختلف في تفسير آية الدخان. فقال بعضهم انه دخان يوم القيامة. وان التهديد بارتقابه. وانه آت فليترقبوه.
(يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩))
البيان : (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ) أي ابتليناهم بالنعمة والسلطان لعلهم يشكرون فازدادوا طغيانا وكفرا. (وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ) يدعوهم الى الله. ويطلب منهم أن يشكروه على ما انعم عليهم.