أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠))
البيان : كانت القيادة ـ قبل الاسلام ـ لبني اسرائيل. وكانوا هم أصحاب عقيدة السماء التي اختارها الله تعالى لتلك الفترة من التاريخ. ولا بد للبشر من قيادة مستمدة من السماء. فالارض قيادتها أهواء وجهل وقصور ذاتي في أهلها. والله تعالى الذي خلق البشر هو وحده الذي يشرع لهم شريعة تصلح شأنهم وتحل مشاكلهم وتجمعهم على الهدى والصلاح. والحق والعدل. فالصانع للشيء هو أدرى بعلله واصلاحه عند العطب. فكان في بني اسرائيل التوراة فيها حكم الله. بما يناسب ظروفهم وطبائعهم حتى يأتي بسواها.
(فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) بطبيعة الحال حينما يوجد ميزان الحق يعرف من يريد الحق فليتزم بميزانه ومن يريد الباطل (بَغْياً بَيْنَهُمْ) بذلك انتهت قيادتهم في الارض وبطل استخلافهم. وأمرهم بعد ذلك الى الله الخبير.
(إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ثم كتب الله الخلافة في الارض لرسالة الدوام والاستمرار الى يوم الفناء بقيادة خاتم الانبياء. وسيد المرسلين محمد ص وآله.
(ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ) وهكذا يتمحص الامر. فاما شريعة الله والحق. واما الاهواء واتباع الباطل. وليس هناك من فرض ثالث. ولا طريق وسط بين الحق والباطل. وبين الهدى والضلال. وبين شريعة الخالق العظيم وتشريع الشيطان.
والله سبحانه وتعالى يحذر رسول الله ص وآله أن يتبع أهواء الذين لا يعلمون ان السعادة والراحة في الدنيا والاخرة. بطاعة الخالق