العظيم الذي بيده أزمة الامور واليه يرجع كله. واذا قال للشيء كن فيكون. وغيره لا يملك من الامر شيئا ولا لانفسهم ينصرون.
(إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً) فعلامة من عرف الله ان يستصغر كل من سواه.
انها شريعة واحدة التي تستحق هذا الوصف. وما عداها أهواء منبعها الجهل أو المصالح. وعلى صاحب الدعوة أن يتبع الشريعة وحدها. ويدع الاهواء كلها. وعليه ألا ينحرف عن شيء من الشريعة الى شيء من الاهواء. فأصحاب هذه الاهواء أعجز من أن يغنوا عنه من الله صاحب الشريعة. وهم الب عليه. فبعضهم ولي بعض (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ).
(هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ووصف القرآن بانه بصائر للناس يعمق معنى الهداية فيه والانارة. فهو بذاته بصائر كاشفة كما أن البصائر تكشف لأصحابها عن الامور المرئية. وهو بذاته رحمة. ولكن هذا كله يتوقف على اليقين.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١) وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٢) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٣) وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٢٤) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥))
البيان : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وهنا يأتي ميزان الحق والعدل ليميز الخبيث