(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ) ما أحد يدري ما هي شجرة الزقوم ولكنه طعام يناسب أهل النار. وأهل الترف والعناد. وأهل الاجرام والفساد كما كانوا عليه في هذه الحياة.
(هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ) فياله من منزل وفندق من ناطحات السحاب شاهق كان في الدنيا. وسافل صار بعد الموت بمقدار ارتفاعه سابقا. فالهبوط يكون مساويا للارتفاع فبقدر ارتفاع أهل الباطل يكون تسافلهم وانحدارهم في دركات الجحيم بعد هذا النعيم الموهوم الذي يخدع المطموس على قلوبهم فهم لا يعقلون.
(نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤))
البيان : ان هذا الامر أمر النشأة الاولى ونهايتها. أمر الخلق وأمر الفناء. انه أمر منظور يستحيل انكاره او تكذيبه. فكيف لا يفكر به هؤلاء الذين يدعون العلم والثقافة. والفهم والذكاء. وهم مغموسون بالفجور والجرائم. وبعد لحظات ينهارون الى أسفل درك من الجحيم والعذاب الاليم. ان ضغط هذه الحقيقة على الفطرة أضخم وأثقل من أن يقف لها الكيان البشري لو كان هناك أحياء تحس وتبصر الهول المحدق بكل مخلوق غافل.
(أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) ان دور البشر