فهلا تشكرون هلا تشكرون هذا المنعم ايها الضعفاء الفقراء. حتى يزيدكم من فضله ونعمه التي لا تحصى. وقد وعدكم على الشكر المزيد (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ. وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ).
(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)؟ فيا لها من نعمة. ويا له من تفضل على هذا المخلوق الضعيف الفقير. الى هذا الخالق العظيم القدير. اليس حياة كل حي يدور مدار هذا الماء. ولولاه لاستحال وجود الحياة. انها نعمة وافرة. والماء عنصر الحياة. ويستحيل ان يوجده الا الله عزوجل.
(لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ) اجاجا مالحا. يميت الاحياء من النبات والحيوان. فهلا تشكرون خالق هذا الماء. ومنزل هذا الماء ومن جعله لذيذا عذبا (ذلكم الله رب العالمين) والله تعالى يتعجب من اولئك الجاهليين على عدم شكرهم لخالقهم على نعمة الماء الذي فيه حياتهم اذن أليس يجب ان يتوجه الذل والتوبيخ اضعاف ذلك لابناء القرن العشرين الذين اصبحوا يمكنهم ان يحلّلوا الماء ويفسرون نشأته. فما أقبح هؤلاء الذين يهتمون بالقشور وينبذون اللباب. أفلا يجب عليهم ان يفكروا قبل كل شيء بمن أوجد الماء وانزله لهم ويؤدون له الشكر عليه. (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ) ولقد كان كشف الانسان للنار حادثا عظيما في حياته. ولكنه أصبح شيئا مألوفا لا يثير فيه أدنى اهتماما. ثم من الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون) فقد اوجد النار واوجد شجرها (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً) لعل هذا الانسان الضعيف ـ الذي تؤلمه البقة وتدميه العثرة ـ يتذكر بهذه النار نار جهنم وحريقها المضرم. فيأخذ لنفسه الحيطة. لئلا يكون وقودا لتلك النار. فالويل لمن يغفل او يهمل حتى يكون غدا عن قريب بين طابقين من نار قرين حجر وضجيع شيطان.