(فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١))
وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦))
البيان : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ). فلم يكن المخاطبون يومذاك يعرفون عن مواقع النجوم الا القليل. وهو ما يدركونه بعيونهم المجردة ومن ثم قال لهم : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ).
اما اهل العصر فقد ادركوا عظمة النجوم التي لا تحصى في الفضاء الهائل الذي لا تعرف له حدود. فمجموعة واحدة ـ هي المجرة التي تنتسب اليها اسرتنا الشمسية ـ تبلغ الف مليون نجم. ويقول الفلكيون ان من هذه النجوم والكواكب التي تزيد على عدة ملايين نجم. ما يمكن رؤيته بالعين المجردة. وما لا يرى الا بالمجاهر والاجهزة المكبرة. هذه كلها تسبح في الفلك الغامض. ولا يوجد اي احتمال ان يقترب مجال مغناطيسي لنجم من مجال نجم اخر. او يصطدم بكوكب آخر. الا كما يحتمل تصادم مركب في البحر الابيض المتوسط. بمركب اخر في المحيط الهادي. وهو احتمال بعيد. هذا ما يسيره البشر.
اما ما يسير بادارة خالق البشر فمن المستحيل حصول ذلك الا بارادته واختياره.
وكل نجم في موقعه المتباعد عن الموقع الذي يسير فيه غيره لا يدركه