عباده. فلا عنت ولا مشقة ولا عسر ولا ضيقة. ولا حرج. يأخذ الامور في يسر ورخاء وسهولة (ذلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ).
(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) فالاولى تيسير للامور. والثانية تكفير للسيئات. واعظام للاجر. فهو الفيض الرباني. وهو حكم لكل مخلوق أراد رضا الله تعالى. وهذا ما يغمر القلب بالشعور بالله وفضله العميم. وباب اليسر والغفران مفتوح لا يغلق.
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى (٦) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ ما آتاها سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (٧) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (٨) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (٩) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠))
البيان : وهذا هو البيان الاخير لتفصيل مسألة الاقامة في البيوت. والانفاق في فترة العدة ـ على اختلاف مدتها. فالمأمور به هو أن يسكنوهن مما يجدون هم من سكنى. لا أقل مما هم عليه في سكناهم. وما يستطيعونه حسب مقدرتهم. غير عامدين الى مضارتهم.
(سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) فالأمر منوط بالله في الفرج بعد الضيق.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ) وهذا انذار طويل وتحذير مفصّل. كما انه تذكير عميق بنعمة الله بالايمان والنور. ووعده بالاجر في الاخرة وهو أحسن العطاء. فأخذ الله لمن يعتو عن أمره ولا يؤمن برسله ولم يتبعهم فيعذبه (عَذاباً نُكْراً).