قوله سبحانه : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي ...)
في الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «بولاية أمير المؤمنين (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أوف لكم بالجنّة». (١)
أقول : وهو من الجري.
قوله سبحانه : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ...)
الاستعانة ـ وهي طلب العون ـ إنّما تتمّ فيما لا يقوى الإنسان عليه وحده من المهمّات ، وإذ لا معين في الحقيقة إلّا الله ـ سبحانه ـ فالعون على المهمّات إنّما هو استقامة الإنسان واتّصاله به تعالى بالإقبال عليه ، وهذا هو الصبر والصلاة.
وقد ورد عن أهل البيت عليهمالسلام عدّة روايات في تفسير الصبر بالصوم ، (٢) وهو من باب المصداق :
ففي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : «كان عليّ ـ عليهالسلام ـ إذا هاله أمر (٣) فزع قام إلى الصلاة ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)». (٤)
وفيه أيضا عنه عليهالسلام في الآية ، قال : «الصبر : الصيام ، وقال : إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم ؛ فإنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : (وَاسْتَعِينُوا
__________________
(١). الكافي ١ : ٤٣١ ، الحديث : ٨٩.
(٢). الكافي ٤ : ٩٢ ، الحديث : ٦ ؛ تفسير العياشي ١ : ٤٣ ، الحديث : ٤٠ و ٤١ ؛ ١ : ٦٨ ، الحديث : ١٢٤ ؛ تفسير القمّي ١ : ٤٦.
(٣). في المصدر : «شيء»
(٤). الكافي ٣ : ٤٨٠ ، الحديث : ١.