مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١)]
قوله سبحانه : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ...)
معناه : أنّه وقع ونفذ في قلوبهم حبّ العجل ، ففيه مجازان ، أو أنّ قلوبهم صارت عجلا بالحبّ ؛ بناءا على ما مرّ في أوّل السورة من تصوّر الباطن.
وفي تفسير العيّاشي في قصّة العجل عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : «فعمد موسى فبرّد العجل من أنفه إلى طرف ذنبه ، ثمّ أحرقه بالنار ، فذرّه في اليمّ ، فكان أحدهم ليقع في الماء ، وما بهم (١) إليه من حاجة ، فيتعرّض لذلك الرماد فيشربه ، وهو قول الله (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ)». (٢)
أقول : وهو غير مناف لما ذكرنا.
قوله سبحانه : (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)
البصير من أسمائه الحسنى ، ومعناه العالم بالمبصرات ، وأمّا كون العلم بحاسّة البصر المادّية فمن لوازم المصاديق المادّية.
قوله سبحانه : (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ)
سيجيء معناه في سورة الشعراء.
قوله سبحانه : (وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ)
ظاهر السياق كون اللام للعهد الذكري ، فيكون إشارة وتذكيرا لما مرّ في أوائل
__________________
(١). في المصدر : «به»
(٢). تفسير العياشي ١ : ٥١ ، الحديث : ٧٣.