أمثال الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني والسيّد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ النائيني والحكيم بادكوبه ، كما أنّه في الوقت نفسه بذل جهدا وافرا في دراسة الفلسفة والكلام والأخلاق والرياضيّات والرجال.
ثمّ عاد إلى مسقط رأسه «تبريز» لسوء الظروف المعيشيّة التي كان يمرّ بها ، وبقي فيها ما يقارب العشر سنوات ، ثمّ بعد ذلك غادرها إلى المدينة الثانية للعلم آنذاك أعني الحوزة العلميّة في مدينة قم المقدّسة ، ولم يكن للفلسفة وما أشبهها رواج في هذه الحوزة ، ولذا نرى شيخنا العلّامة ـ أعلى الله مقامه ـ قد اهتمّ اهتماما بالغا وركّز على التدريس والتأليف في هذا المجال ومجال التفسير.
ميزاته :
هناك ميزات عديدة اجتمعت في سيّدنا ـ المترجم ـ لا تجتمع إلّا في القلائل على مرّ العصور ، ممّن حباهم الله واختصّهم بعطائه ورحمته :
منها : تشعّب العلوم والأبواب التي طرقها المؤلّف ، رغم تفاوتها الشاسع ؛ فبينما تراه يغوص في بحر العقليّات بكلّ ما فيه من العمق والتعقيد بمجالاته من المنطق والفلسفة والكلام والعرفان والرياضيّات والهيئة ، تراه وبنفس القدرة والجدارة والقوّة يلج باب النقليّات بمجالاته من الفقه والسيرة والتفسير والسّنن ، والعلوم الأدبيّة من اللغة والنحو والصرف وما أشبه ممّا تحتاج إلى مهارة من نوع آخر ، كما أنّه أبدع في علم الأصول الذي تبرز فيه جنبتا العلوم النقليّة والعقليّة معا.
ومنها : انطباع كلّ مجال ورده بطابع الإتقان والإحكام لكلّ جوانبه دون