أما سمعت بطارق؟ إنّ طارقا كان نخّاسا بالمدينة ، فأتى أبا جعفر ـ عليهالسلام ـ فقال : يا أبا جعفر! إنّي حلفت بالطلاق والعتاق والنذر ، (١) فقال له : يا طارق! إنّ هذه من خطوات الشيطان». (٢)
وفي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : «إذا حلف الرجل على شيء ، والذي حلف عليه إتيانه خير من تركه ، فليأت الذي هو خير ، ولا كفّارة له ، (٣) وإنّما ذلك من خطوات الشيطان». (٤)
وفي تفسير العيّاشي قال : «سمعت أبا جعفر ـ عليهالسلام ـ يقول : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : كلّ يمين بغير الله فهو من خطوات الشيطان». (٥)
قوله سبحانه : (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ...)
في المجمع عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «أي مثلهم في دعائك إيّاهم (٦) إلى الإيمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم ، وإنّما تسمع الصوت». (٧)
أقول : يشير ـ عليهالسلام ـ إلى أنّ الكلام مقلوب ، ومستقيمه : أنّ مثلهم كمثل بهيمة الذي ينعق ، أو : مثل داعيهم كمثل الناعق ، وهذا المسلك مستعمل كثيرا في بليغ الكلام ، ومن هذا الباب قوله : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ). (٨)
__________________
(١). في المصدر : «النذور»
(٢). تهذيب الأحكام ٨ : ٢٨٧ ، الحديث : ٥٠.
(٣). في المصدر : «عليه»
(٤). الكافي ٧ : ٤٤٣ ، الحديث : ١.
(٥). تفسير العيّاشي ١ : ٧٤ ، الحديث : ١٥٠.
(٦). في المصدر : «مثل الداعي لهم»
(٧). مجمع البيان ١ : ٤٧١.
(٨). البقرة (٢) : ١٧٧.